الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة خاص: هكذا تنبأت أفلام النوري بوزيد بحدوث أعمال إرهابية في تونس

نشر في  23 مارس 2015  (11:44)

سلّطت أغلب الأعمال السينمائية الهامة للمخرج التونسي المعروف النوري بوزيد الضوء على ما يحدث في الواقع التونسي من أعمال إرهابية متنامية لعل أشدها وطئا الهجوم الإرهابي الغادر على متحف باردو مؤخرا، حيث يلاحظ المتابع والمتفرّج لأفلام بوزيد خاصة فيلمي "making of" و"منموتش" أنهما تنبآ استباقا بعمليتي أحداث سليمان في 2005 ومتحف باردو يوم الأربعاء من الأسبوع الفارط. ففيلم "مانموتش" يروي قصّة لأحد أبطاله الذي يتناول الفطور مع عائلته ثم يتوجه إلى العمل وعلى إثره يقوم بتنفيذ عملية إرهابية مماثلة لأحداث باردو.

وقصد معرفة الأسباب التي جعلت من بعض الأعمال السينمائية -خاصة المذكورة- تعكس ما قد يحدث من أعمال إرهابية في المستقبل، اتصل موقع "الجمهورية" بالمخرج النوري بوزيد الذي أفادنا بقوله بانّ الفنان المرتبط بالفنون الدرامية يسعى دائما من خلال عمله الى سبق الأحداث لا مجاراتها ضمن مفهوم الإيمان بفكرة وليس التنبأ بالمعنى الحقيقي للكلمة. وأضاف محدّثنا بأنّ الفنان يقول ما لا يقوله السياسيون وذلك لعدم ارتباطه بحواجز تمنعه من البوح بما يختلج بداخله من أحاسيس، قائلا " نحن الفنانون محميّون بالخيال لذا نحن نقول ما نريد".

كما اعتبر بوزيد أن استباق الأحداث التي عكستها بعض أعماله الدرامية ومنها فيلمه making of الذي عرض سنة 2006 يندرج ضمن تسليط الضوء على قضايا مرتبطة بواقع الشباب التونسي مثلما حدث سابقا لمجموعة شبان تونسيون فجروا أنفسهم سواء في بغداد أو في أفغانستان وكذلك في جربة.

كما أكد النوري بوزيد أنّ احد مسؤولي وزارة الثقافة استدعاه إثر حدوث الأعمال الإرهابية في سليمان تحديدا بعد شهرين من عرض الفيلم المذكور والذي يقارب جزء من روايته الأحداث المذكورة، وسأله هل كان يعلم بحدوث الواقعة وهو ما استغربه النوري ونفاه.

وفي ختام حديثه شدّد المخرج على أنّ دور الفنان يجب أن يكون مجسّدا للسلطة المضادة التي تكون مرآة تجهر الواقع وتعكسه وتسلط الضوء على مختلف جوانبه سواء كانت السلبية أم الإيجابية.

هذا ونذكر بأن المخرج النوري بوزيد يعكف حاليا على إعادة كتابة مشروع سينمائي درامي جديد أطلق عليه اسم "قتلوني فوق ما تتصوّر" وقد تحصل على الدعم الوزاري في أكتوبر من السنة المنقضية ويروي معاناة فتيات عائدات من جحيم سوريا.

منارة تليجاني